يعد موكب نقل الممياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة حدثا عالميا له مكانة بين كل المتابعين من كافة انحاء العالم، ونحن هنا لكشف المستور عن هذا الموكب الملكي الأسطوري وليس غريبا أن تتكشف أسرار الموكب للعالم

وليس غريبا أن تقام المواكب الأسطورية للملوك والملكات الفراعنة المصريين فدائما الفراعنة يحظون بمكانة تاريخية لكل العالم وليس للمصريين فقط لأن الحضارة المصرية هي القدوة الأولى التي اقتدت عليها الأمم الاخرى ويعتبر الإنسان المصري هو أول إنسان متعلم اخترع الكتابة والقراءة والعلوم المختلفة التي استفادت منها كافة الأمم ، كما أن الجينات الوراثية لكل جنسيات العالم تشتمل على الجينات المصرية الفرعونية حيث أن الإنسان المصري هو أول إنسان وجد على الكوكب وله امتداد تاريخي لملايين السنين في عصور ما قبل التاريخ ثم كان هذا الإنسان المصري هو أول من اخترع التاريخ والتدوين واللغة المكتوبة والمنقوشة وكان أول من عرف العلوم المختلفة ووضع أساسها وهذا يكشف لنا أسرار موكب نقل الممياوات الملكية وقد يكون ذلك غريبا نوعا ما ولكن نقل 22 ملك وملكة يتضمن أسرار فريدة من نوعها تهم المصري وغير المصري.

 

الإتصال بنا

01157759997

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وتلك الأسرار تتمثل في عدة نقاط مهمة:

 

1- مكانة العلم والعلماء والحكمة في مصر الفرعونية

 

 

لا يوجد دليل أعظم وأكبر على تقديس المصريين القدماء للعلم والعلماء من أنهم كانو يعتبرون الكتابة والقراءة في حد ذاتهما آلهه مقدسة تعبد حيث كان الإله "تحوتي" هو إله المعرفة والعلم ورمز إليه الفراعنة بطائر "المنجل" ورسموه على جدران المعابد والمدارس القديمة وكان طائر المنجل يجسد الباحث عن الحقيقة ليخلص الأرض من شوائبها بالمعرفة والعلم مثل الذي يخلص الأرض من ديدانها، وهي إشارة إلى الباحث في باطن المعرفة الذي يهدف إلى المعرفة الخالصة التي لا تشوبها شائبة. ليس هذا فقط ولكن كان الفراعنة يعتبرون الكتابة والتدوين إلها سموه الإله "سشات" وهي الإله المرأة العظيمة التي تسجل وتدون كل المعرفة.

2- اهتمام النخبة والملك الفرعوني بالتقدم العلمي للبلاد على مر التاريخ

 

 حيث قدم الملوك الفراعنة كل الدعم للحكماء والمدونين والعلماء وكان أعظم الرهبان ينشدون أناشيد العلم وشكر الفرعون على ما يقدمه من دعم لأبحاثهم العلمية التي نتج عنها تطوير العمارة والبناء والطب والفنون والأدب ، وتميزت مصر بالمهندسين المعماريين في تاريخها القديم (قبل أن تتشوه بأشباه المهندسين في العصر الحالي). وكانت بلدان العالم القديم تسير البعثات إلى الامبراطورية المصرية للعلاج والتعلم في المدارس الفرعونية والتي كانت تشكل ما نسميه اليوم بالمدارس الدولية والتي كان الفرعون المصري يعطيها كل الدعم باعتبار المعابد أماكن ليس للعبادة فحسب بل لتعلم الطب والحساب والفلك وغيرها من العلوم التطبيقية.

 

3- الأزياء الفرعونية والموضة الفرعونية أكبر وأرقى من فستان كيتي بيري والأزياء المستوردة من الثقافة العربية والاوروبية

 كانت الحضارة الفرعونية فريدة من نوعها وكانت الموضة والأزياء الفرعونية تصدر إلى بلاد العالم وليس العكس مثل الضجة التي أحدثها استخدام نسخة من تصميم فستان كيتي بيري في أحد الكليبات الغنائية بشكل مثير للاشمئزار ، فقد أثبت رد الفعل من الجمهور والناس أن المصري الحديث يعتز بالموضة والازياء الفرعونية. وبرغم ذلك رحب المصريين بالتعاون مع أفضل دور الأزياء في العالم لتصميم الأزياء الملكية الفرعونية ولكن مع التزام صارم بالشكل الفرعوني الأصيل وعدم خلطه مع الثقافات المستوردة سواء الثقافة العربية أو الاوروبية.

4- مكانة المرأة المصرية أكبر من أن يزايد عليها، فالمرأة المصرية هي ملكة وسيدة العالم

في موكب مهيب تشارك فيه 4 ملكات مصريات فرعونيات دلالة عظيمة حيث كانت وستظل مكانة المرأة المصرية رفيعة في المجتمع المصري لأنها الشريك الفرعوني الوحيد للرجل في حياته الدينية والدنيوية وفقا لنظرية الخلق ونشأة الكون التي يمكن قرائتها في المبادئ الدينية الفرعونية على البرديات بشكل واضح، من حيث المساواة القانونية الكاملة مع الرجل الفرعوني وارتباطه بالمرأة لأول مرة في التاريخ بالرباط المقدس من خلال عقود الزواج الأبدية.

تجاوزت مكانة المرأة المصرية في التاريخ الفرعوني كل شيئ حتى وصلت لدرجة التقديس، فظهرت الآلهه المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور، فكانت المرأة هي إله الحكمة في صورة امرأة، وكانت الإلهة إيزيس رمزًا للوفاء والإخلاص. وكان وزير العدل في عصر الفراعنة امرأة وكان يرمز لإله العدل بإلهة وهي ماعت، أما الحب فكان له إلهة هي حتحور، وللقوة إلهه هي سخمت. كما حصلت المرأة المصرية على وظيفة دينية في المعابد مثل كبيرة الكاهنات وحتى الملكة حتشبسوت حصلت على لقب يد الإله. ودخلت المرأة المصرية الفرعونية في العديد من ميادين العمل المختلفة، وشاركت في الحياة العامة، وكانت تحضر مجالس الحكم، وكان لها حقوق رضاعة الطفل أثناء العمل (مثل الأجازة وصرف راتب خاص في عصرنا الحالي)، ووصل التقدير العملي لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد، فقد تولت المرأة المصرية المُلك وكانت هي الفرعون الأعظم في البلاد، مثل الملكة الفرعونية حتب، والملكة خنت، ابنة الفرعون منقرع وأيضا الملكة إباح حتب ملكة طيبة؛ والملكة حتشبسوت الغنية عن التعريف بأعظم بناء في التاريخ (معبد الملكة حتشبسوت) والملكة تي زوجة إخناتون وأيضا الملكة كليوباترا وغيرهن من الملكات المصريات سيدات العالم.


4- المصري الحديث منذ 2014م يسير على خطى المصري القديم في البناء والتعمير قبل 7000 سنة

ما زالت مصر تقدم للعالم اثباتات جديدة على قدرتها على الاستمرار والتقدم والازدهار ، فالموكب المهيب لنقل الممياوات الملكية هو رسالة لكل العالم أن مصر المعاصرة بلد آمنة مستقرة ورسالة لكل المستثمرين في كل أنحاء العالم لاعتبار مصر سوقا واعدا في كل المجالات وأن الإنجازات التي تحدث على الأرض قادرة على خلق مناخ استثماري مميز في مصر.

وكما كان المصري القديم والملوك الفراعنة العظماء يبنون المجد من خلال بناء المدن المصرية التي شكلت أساس الحضارة الفرعونية فإن المصري المعاصر اليوم يبني المدن ويعمر الأرض ويصنع نهضة جديدة ستحكي عنها الأجيال.

فليس غريبا أن مصر اليوم تبني عاصمة الأمجاد الجديدة وتنقل موظفيها العموميين إلى عاصمة إدارية جديدة تليق بالمكانة التاريخية لأرض الحضارات وليس غريبا أن يكون هناك أكثر من 23 مدينة جديدة يتم بنائها في نفس التوقيت لتحقيق آمال كل المصريين في حياة مزدهرة لأبنائهم وللأجيال القادمة.

 

الخلاصة:

موكب نقل الممياوات الملكية سلط الضوء على أسرار وحقائق شكلت مضمون رسالة سلام لكل العالم من أرض السلام المصرية ، فمصر الفرعونية حاضرة بذاتها وروحها ومبادئها في مصر الحالية وهي المبادئ القائمة على البناء والعدل والمساواة بين الرجل والمرأة وحرية الفن والإبداع الذي تشكل على مر التاريخ ونعيشه اليوم، ومبادئ الاحترام المتبادل والثقافة الغنية بكل مكونات الثقافات الإنسانية بدءا من التاريخ الفرعوني مرورا بالفترة اليونانية والقبطية ثم العربي. 

هي رسالة لكل العالم بأن أهلا ومرحبا بكم في بلدكم الثاني مصر.